قصة مالك شركة هوندا
اذا كنت تريد ان تحقق النجاح فعليك بالكفاح ، هذه حكمة تعلمنا
اياها الحياة ، فالكفاح هو الوسيلة التي تقودنا نحو تحقيق الاماني و الطموحات التي
نرغب في تحقيقها خلال حياتنا ، فالمرء الذي يمتلك الاصرار و العزيمة هو الذي يستحق
ان يصل في النهاية الى الهدف المنشود الذي يرغب به الجميع ، والدليل على صحة هذا
الكلام هو ان هناك مجموعة كبيرة من اثرى اثرياء العالم كانوا فقراء في الاساس ولم
تكن لديهم مقومات النجاح ، ولكن لان عزيمتهم كانت كالفولاذ تمكنوا في النهاية من
تحقيق احلامهم ، واصبحوا نجوما لامعين في مجال ادارة الاعمال ، واليوم و من خلال
موقع قصص واقعية يسعدنا ان نقدم لكم واحدة من اجمل قصص الكفاح لاحد الشخصيات
الشهيرة في العالم وهي قصة كفاح مالك شركة هوندا للسيارات ، هي قصة كفاح ادت الى
النجاح ، فنتمنى ان تنال هذه القصة اعجابكم.
مالك شركة هوندا هو سويتشيرو هوندا ، ولد هوندا في اليابان وكان
منذ صغره يمتلك حلم كبير يرغب بشدة في تحقيقه ، منذ ان كان هوندا طالب في المدرسة
كان يقوم بجمع المال من مصروفه الخاص ليقوم في النهاية ببدأ ورشة صغيرة ، حيث بدأ
هوندا في صنع قطعة معدنية مخصصة للسيارات ، وذهب هوندا بعدها لشركة تويوتا ليعرض
عليهم هذه القطعة التي قام هوندا بتصميمها ، ولكن لسوء حظه لم توافق شركة تويوتا
على القطعة المعدينة وكان السبب هو ان شركة تويوتا ترى بان هذه القطعة لا تصل الى
المواصفات المطلوبة.
على الرغم من سخرية زملاء هوندا منه الا انه لم يستسلم ابدا وكافح
بقوة من اجل تحسين جودة هذه القطعة ، وبعد عامين كاملين من الكفاح تمكن اخيرا
هوندا من توقيع عقد مع شركة تويوتا ، لم تنتهي مشاكل هوندا مع تحقيق هذا النجاح ،
فخلال تلك الفترة كانت اليابان تستعد من اجل الاشتراك في الحرب ، حيث تم رفض طلب
هوندا بالحصول على الاسمنت لانه كان يريد ان يبني معملا خاصا به ، كان سبب الرفض
هو دخول اليابان في الحرب ، ولكن هوندا لم يستسلم ايضا.
قرر هوندا ان يخترع هو ورفاقه طريقة جديدة من اجل الحصول على
الاسمنت اللازم لبناء المعمل الخاص به ، استمرت التحديات و العقبات تقف في طريق
هوندا ، فبعد ان تمكن اخيرا من بناء معمله تعرض هذا المعمل للقصف مرتين خلال الحرب
، تم تدمير اجزاء مهمة و رئيسية في المعمل ، ولكن بالرغم من ذلك ولان اصرار هوندا
على النجاح و الوصول الى هدفه كان كبيرا فقد قام باعادة بناء الاجزاء التي دمرتها
الحرب ، كان هوندا يتسم بالذكاء فقد كان يقوم بجمع بقايا علب البنزين الفارغة ،
والتي كانت الولايات المتحدة الامريكية تقوم بالقائها على اليابان خلال الحرب ،
كانت هذه العلب تحتوي على بعض المواد التي لا تتوفر في اليابان وقتها.
تعرضت اليابان لزلزال مدمر ادى هذا الزلزال الى تدمير معمل هوندا
بالكامل ، لم يقف هوندا مكتوف الايدي واستمر ايضا في المحاولة ، كان اصراره على
النجاح كبيرا جدا ، بعد الحرب كانت الموارد نادرة جدا ولم يكن البنزين من السلع
المتوفرة في اليابان في ذلك الوقت ، حينها قام هوندا باختراع محرك صغير يتم وضعه
في الدراجة ، نجحت فكرة هوندا واصبح الكثير من جيرانه و اصدقائه يطلبون منه صنع
هذا المحرك لهم من اجل ان يضعوه في دراجاتهم ، بعدها قرر هوندا ان يبدأ في جمع
المال من اصحاب محال الدراجات بغرض انشاء مصنع لصنع هذه المحركات.
كان
هوندا يحصل على الدراجات ويقوم بتعديلها و اضافة المحرك اليها ، وصلت سمعة هوندا
الى اوروبا و الولايات المتحدة الامريكية والكثير من دول العالم ، اصبح الحلم
الصغير الذي كان دائما عالقا في ذهن هوندا واقعا يعيشه اليوم ، ولان هوندا كان رجل
طموحا لم يكتفي فقط بمصنع لصناعة المحركات فقط ، بل بدأ هوندا يفكر كيف يقوم بصنع
السيارات ، بالفعل نجح هوندا في انشاء مصنع لصنع السيارات والتي اصبحت اليوم من
اشهر ماركات السيارات المنتشرة ليس فقط في آسيا و اوروبا و امريكا بل في شتى بقاع
العالم.
من خلال احداث قصتنا اليوم ندرك ان النجاح له ضريبة باهضة الثمن ،
فمن اراد تحقيق النجاح عليه ان يمر بالكثير من العقبات و الصعاب حتى يصل الى الحلم
الذي يرغب في تحقيقه ، فهل رأيت كم من المرات تعرض معمل هوندا للتدمير ولكن على
الرغم من ذلك لم يقف هوندا مكتوف الايدي وعمل على اعادة بنائه ، فضلا عن العقبات
التي تعرض لها هوندا خلال رحلة بناء هذا المعمل حتى وصل الى بناء مصنع لصنع
المحركات الخاصة بالدراجات ، والذي قاده في النهاية الى تحقيق ما يطمح اليه هوندا
وهو انشاء مصنع لصناعة السيارات ، فهذه القصة تعلمنا ان ضريبة النجاح مرتفعة ولا
يمكن الوصول الى النجاح بدون التعرض لعدد من الاخفاقات ، ولكن في النهاية علينا ان
نعلم ان الفشل او الاخفاق في البداية ما هو الا اول خطوة من خطوات تحقيق النجاح.
قصة سليمان الراجحي الملياردير الذي بدأ من الصفر
قصة نجاح لشخص بدأ من الصفر من خانة الفقر ليصبح فيما بعد احد انجح رجال الاعمال في المملكة العربية السعودية ، هو سليمان الراجحي ، هذا الرجل لم يكن طريقه نحو النجاح ممهدا بل كان مليئا بالعقبات و الصعاب العديدة ، فقد بدأ سليمان الراجحي حياته حمالا و ايضا طباخا ، ليحتل الآن المركز رقم 107 لاثرياء العالم ، وكذلك المركز السابع عربيا ، حيث بلغت ثروته حوالي 8.4 مليار دولار ، تمكن الراجحي على مدار سنوات حياته من بناء امبراطورية اقتصادية قوية ، فاليوم اصبح الراجحي يمتلك اضخم الشركات المصرفية بالاضافة الى الشركة الوطنية للدواجن و انتاج البيض ، فضلا عن العديد من الاعمال الخيرية التي كان الراجحي يقوم بها ، الراجحي ايضا ساهم في العديد من المشاريع التي عادت بالنفع على المملكة ككل فقد كان الراجحي محبا لوطنه ، ايضا للراجحي العديد من المشاريع الضخمة الاخرى مثل مشروع تربية الاغنام في الجوف وغيرها ، واليوم ومن خلال موقع قصص واقعية يسعدنا ان نقدم لكم قصة سليمان الراجحي الملياردير السعودي ، فنتمنى ان تنال هذه القصة اعجابكم.
ولد سليمان الراجحي عام 1340 هجريا في منطقة تسمى ( البكيرية ) ،
وهي احدى المدن التي تتبع منطقة القصيم ، بعدها انتقلت عائلته الى الرياض من اجل
البحث عن مصدر للرزق ، لم يكمل سليمان الراجحي تعليمه مثل اخوته لانه كان دائما ما
يتغيب عن المدرسة ، كان انتباه الراجحي منصبا اكثر للتجارة ولذلك فقد بقي بالمدرسة
حتى الصف الثاني الابتدائي فقط ، بدأ سليمان عمله في عمر مبكرة وهو ابن 10 سنوات
فقط ، حيث بدأ في تجارة ( الكيروسين ).
في تلك الفترة لم تكن الكهرباء معروفة ، كانت مادة ( الكيروسين )
تأتي من خارج المملكة ومن ثم يتم تعبئتها في قوارير ، كان ربح سليمان الراجحي من
ذلك قرش او قرش ونصف كل يومين ، بعدها انتقل سليمان الراجحي للعمل حمالا مقابل نصف
قرش في اليوم ، تجدر الاشارة الى ان الريال في تلك الفترة كان يساوي حوالي 22 قرشا
، بعدها عمل سليمان الراجحي كطباخ ولكن لم يستمر في هذه الوظيفة اخيرا ، لان
الشركة التي عمل بها رفضت زيادة راتبه مثله مثل بقية زملائه.
في عام 1365 هجريا كانت ثروة الراجحي تبلغ 400 ريال ، فقرر حينها
ان يقوم بانشاء اول مشروع خاص به وكان عبارة عن متجر صغير ، بعد مرور 5 اعوام
انتقل الراجحي للعمل في مجال الصيرفة ، حيث كان يقوم ببيع و شراء العملات للحجاج ،
بدأ الراجحي عمله ايضا مع اخيه صالح الراجحي حيث عينه كموظف وكان راتبه وقتها 1000
ريال ، من ضمن اقوال سليمان الراجحي ( إن رأس الإنسان هو كمبيوتر إذا ما استُخدم
في التفكير الجاد والعمل الدءوب، وقنوات العمل مفتوحة أمام الجميع تنتظر دخولها )
، انطلاقا من هذه الكلمات اصبح الراجحي مليارديرا ناجحا ، فعلى الرغم من عدم
اكماله لتعليمه الا انه اصبح مديرا على العديد من الموظفين الذين يحملون اعلى
الشهادات العلمية.
يعتبر مصرف الراجحي اليوم من اهم المؤسسات التي يملكها سليمان
الراجحي حيث تم تأسيسه عام 1957 م ، لمصرف الراجحي عدد كبير من الفروع وصل الى 500
فرع ، كما انه يعمل في العديد من القطاعات المختلفة ، وما يميز مصرف الراجحي انه
مازال ينمو و يتطور في مجال الاستثمارات ، حصد مصرف الراجحي على العديد من الجوائز
من مجلة ( يورموني ) و ( بانكرز ) الآسيوية وذلك بسبب انجازاته في مجال الصرافة
بالنسبة للشركات و كذلك الافراد ، كما قام مصرف الراجحي بتمويل العديد من مشاريع
البنية التحتية و كذلك الاتصالات و الانشاءات وذلك وفقا لاحكام الشريعة الاسلامية.
حصل المصرف ايضا على جائزة الشيخ سالم الصباح وذلك لافضل مصرف
تجاري في العالم العربي ، لم يكن نجاح مصرف الراجحي في المملكة العربية السعودية
فقط بل امتد الى خارجها ، ففي عام 2006 م دخل المصرف الى السوق الماليزية ليصبح
اول مصرف اجنبي يدخل الى ماليزيا ، في ما يتعلق بمجال الرعاية الصحية فقد قام
المصرف بالتبرع بعدد كبير من الاجهزة و المعدات الطبية لصالح جمعية اصدقاء المرضى
، بالاضافة الى توفير الاثاث و السكن للجمعية بتكلفة بلغت 4 ملايين ريال سعودي ،
ايضا ولان الراجحي كان محبا لوطنه فقد قام بانشاء العديد من الاعمال التي تعود
بالنفع على المملكة مثل انشاء جامعة البكيرية بقيمة نصف مليار ريال كدفعة اولى فقط.
لم يكن انشاء الجامعة من اجل الربح فهي للطالب الفقير مجانا
ولمحدودي الدخل على اقساط مريحة ، في الآونة الاخيرة وقع المصرف اتفاقية مع مدينة
الملك فهد الطبية بقيمة نصف مليون ريال سعودي في السنة لعلاج 600 مريض من الذين
يسافرون لتلقي العلاج في الخارج ، فيما يتعلق بمجال الاسكان فقد تعاون المصرف مع
مشروع الامير سلمان السكني ، وذلك من خلال دفع قيمة 20 وحدة سكنية تقع ما بين
منطقتي الخرج و المزاحمية بمبلغ 6 ملايين ريال ، لم تقف مساهمات المصرف عند هذا
الحد حيث قام المصرف بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية بتطوير صندوق استثماري ،
هذا الصندوق معد خصيصا من اجل الايتام ، طبيعة عمل الصندوق انه يقوم باستثمار
اموال الايتام بهدف اعطائهم عائدا وربحا منها.
إرسال تعليق
اترك تعليقك هنا